فضاء حر

العمل الذي يرضي الله..

يمنات

نجيب مجلي

معظم الناس في مجتمعاتنا يعتقدون أن العمل الذي يرضي الله، هو ما توارثوه من الآباء، أو ما قيل لهم من قبل المؤسسات الدينية أو الكهنة أو رجال الدين. 

أو ما يشبه الطقوس والأوامر والشكليات والمظاهر.

ولا يعلمون ولا يدركون أن العمل الذي يرضي الله، هو فقط العمل الصالح.

والعمل الصالح ليس هو النية الطيبة فقط.

ولا هو العمل الجيد في الظاهر، ولا العمل الذي يرضي العوام أو الحكومات أو الجماعات أو الأديان.

ولا العمل الذي يجلب الحسنات أو الأموال أو بنات الحور.

بل العمل الصالح هو ما يُنتج ويحقق منفعة وفائدة حقيقية للجميع، للناس والكائنات والحياة والكون.

دون أن يترك ضرر خفي أو مصلحة ضيقة أو مكسب زائف،

وهذا العمل لا يُحدد ولا يُقاس بالعاطفة ولا بالعُرف ولا بالدين الموروث.

وإنما يُحدد ويُقاس، بأداة قياس واضحة، وميزان عادل.

وهذه الأداوت لا تُمنح ولا تُباع ولا تُشترى.

وإنما تُكتسب بنقاء القلب، وصفاء الروح، وطُهر المشاعر والتحرر من الخوف، والصدق مع النفس، والنوايا السليمة، والوضوح في التعامل، والحرية الداخلية، والتجربة العميقة، والاستقلال الذاتي، والثقة بالنفس، والرقي بالأعمال، والحُب الغير مشروط، والسمو بالوجود، والإنسانية المُتجردة، والوعي النقي، والمعرفة الشاملة، والنفس المُمتلئة، والعقل المُتزِن، والحِكمة الناضجة.

بمعنى ان الجاهل أو الغبي أو المُقلد أو الاحمق أو العبد أو التابع أو المتعصب أو الكذاب أو الطماع أو المنافق أو الجبان أو الأناني أو الحاقد أو الظالم أو المغرور أو الملوث أو المتدين بالوراثة والتبعية أو الفاسد.

لا يمتلك مثل هذه الأدوات ولا يستطيع الحصول عليها بأي حال من الاحوال.

ولا يمتلك الأهلية لمعرفة الله ولا ما يرضي الخالق، ولا يستطيع فعل العمل الصالح وإن ظن نفسه صالحاً.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى